جود، ناجية من ورم ليمفاوي عدا هودجكين
كان عمري 21 سنة وكنت قد تخرجت حديثاً من الجامعة ومقبلة على مرحلة مفعمة بالطاقة، في تلك الفترة بدأت ألاحظ بحّة شديدة في صوتي، وسعال متواصل، ومن خلال الفحوصات عرفت أن السبب في ذلك هو السرطان.
لم أتخيل يوماً أن يكون السرطان قريباً مني، لذا –وللأسف- لم أستعد مسبقاً للتصدي له، لكن بعد إصابتي اتخذت قرارات كثيرة، لا سيما حين شعرت بأنه جاء محاولاً أن يسلب مني عافيتي، لذا قررت أن أكون أنا المتحكمة بهذا الموقف. من ضمن القرارات كان تغيير نمط حياتي من خلال الرياضة والغذاء الصحي، كما غيّرت مساري المهني وأصبح عملي في مجال الرياضة بداية التغيير، حيث استطعت التأثير إيجاباً على حياة آلاف السيدات اللواتي أتواصل معهن وأحدثهن عن أهمية الاعتناء بالجسد والغذاء والصحة، وبات هذا التأثير هو الدافع المحفّز لأصنع قيمة حقيقية من كل لحظة أعيشها.
من جهة أخرى، هنالك جانب مادي يصاحب السرطان، فلم يكن توفير تغطية لتكاليف العلاج سهلاً، ما دفعني لإشراك جميع أفراد عائلتي في تأمين رعاية الذي يضمن الدخول إلى مركز الحسين للسرطان دون القلق بالنفقات، وبالفعل بعد اشتراكهم بعامين، أصيب والدي بالسرطان أيضاً، واستفاد من التأمين، وكانت إجراءات تغطيته أكثر سلاسة منّي.
عندما أستذكر لحظات الدعم والمحبة التي غمرني بها أهلي وأصدقائي، أعرف تماماً بأنهم كانوا السبب في تحويل تلك التجربة إلى حلم بعيد عن الواقع. واليوم أقول بكل ثقة إن السرطان هو مصدر قوّتي، فهو الذي شكّل كياني ووجودي وهو الذي غيّر حياتي نحو الأفضل.